أهمية التحول الرقمي في تطوير سوق خدمات ما بعد البيع للسيارات وزيادة أرباحه في المملكة العربية السعودية
كشف سانيل هودجيتش، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سايبر اوتوموتيف سلوشنز، عن أهمية الحلول الرقمية وإنشاء منظومة رقمية تعاونية في إحداث تحول كبير في سوق خدمات ما بعد البيع للسيارات في المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى زيادة أرباح ورش السيارات بنسبة تصل إلى 30%. وجاء حديث هودجيتش أثناء مشاركته في المنتدى الدولي لقطاع ورش السيارات الذي يُقام في المملكة العربية السعودية في 8 نوفمبر 2023، إلى جانب خبراء القطاع لاستكشاف أحدث الابتكارات في القطاع والدور الذي يلعبه اعتماد المنتجات والعمليات والمعدات الجديدة في تعزيز الكفاءات التشغيلية.
وتشير توقعات مركز تيك ساي للأبحاث إلى وصول سوق خدمات ما بعد البيع للسيارات في المملكة العربية السعودية إلى 9,446.95 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2027، مدفوعاً بزيادة مبيعات السيارات، والتقدم التكنولوجي السريع، وزيادة استخدام المركبات، وتغيير سياسة المملكة العربية السعودية في هذا المجال، والتي ستتيح لثلاثة ملايين سائقة قيادة السيارة بحلول عام 2030. ولطالما حرصت ورش السيارات على الاستثمار في الأجهزة والمعدات لمواكبة هذا النمو، إلا أن السنوات القليلة الماضية شهدت تحولاً في هذا التوجه، مع سعي ورش السيارات في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط للحصول على حلول رقمية لتحسين العمليات وزيادة الكفاءة، كما أفاد هودجيتش.
وقال هودجيتش: “يشهد قطاع السيارات تحولاً كبيراً في مجال الحلول الرقمية، سواء في الشرق الأوسط أو مختلف أنحاء العالم، حيث تزداد أهمية الدور الذي تلعبه التقنيات الجديدة وخدمات الاتصال المحسنة. وبات سوق خدمات ما بعد البيع للسيارات يدرك أن اعتماد الحلول الرقمية يمكن أن يكون عامل تمكين، مما يساعد ورش السيارات على الحفاظ على قدرتها التنافسية ومواكبة الاحتياجات المتطورة للعملاء وشركات التأمين”.
ويرى هودجيتش أن ورش السيارات التي تستثمر في البرمجيات والحلول الرقمية وتستخدمها ستكتسب ميزة تنافسية بناء على الكفاءات التي يمكن تحقيقها، حيث أوضح أن ورش السيارات أصبحت أكثر إدراكاً للمزايا المحدودة التي يوفرها الاعتماد على العمليات اليدوية فقط. لذلك تسعى حالياً إلى استكشاف إمكانات التكنولوجيا لأتمتة العمليات وتحسين الكفاءة بهدف تبسيط العمليات وتحقيق وفورات في التكاليف وتقليل مدة الدورة الإنتاجية وتعزيز خدمة العملاء.
وأضاف هودجيتش: “انطلاقاً من حرصها على تمكين ورش السيارات من تعزيز قدرتها على إدارة عملياتها والاستفادة من البيانات، قامت شركة سايبر اوتوموتيف سلوشنز بتطوير وإطلاق حل برمجي متقدم لإدارة السيارات، لا سيما مع الطلب الذي يشهده القطاع على وسائل تعزيز الإنتاجية والتواصل بين ورش السيارات وموردي قطع الغيار وشركات التأمين وأصحاب المركبات بطرق سهلة وبعيدة عن التعقيد، وهو ما يتمحور حوله الحل الذي توفره الشركة، حيث تدمج منصتنا الرقمية التعاونية بسلاسة إجراءات التشغيل القياسية والقاعدة المعرفية في مجال السيارات لمساعدة ورش السيارات على تحسين الكفاءة والإنتاجية، مما يؤدي إلى تعزيز الأرباح بنسبة قد تصل إلى 30%”.
وتتضمن فوائد استخدام نظام إدارة السيارات توفير إدارة فعالة لسير العمل وتتبع الأداء في الوقت الفعلي، إضافة إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية والعلاقة بين شركات التأمين وموردي قطع الغيار وورش السيارات، وذلك من خلال أتمتة العمليات وإنشاء تقارير الأداء والتحليلات. وتمتد المزايا لتشمل مالكي المركبات أيضاً، حيث يوفر لهم النظام إمكانية التواصل والتحقق من حالة سيارتهم في أي مرحلة أثناء عملية الصيانة، بما في ذلك الحصول على صور لسيارتهم.
وفي هذا السياق، قال هودجيتش: “تجري 90% من العمليات في ورش السيارات لصالح شركات التأمين، لذلك يُعد يشكل منظومة متصلة تسهل عملية التواصل بينهما أمراً بالغ الأهمية. ويمكن لهذا النظام أن يقلل بشكل كبير من حالات التأخير ومخاطر سوء التواصل، حيث يوفر منصة مركزية لشركات التأمين وورش السيارات للتواصل بشكل أكثر فعالية ومعرفة آخر المستجدات والرسائل والإشعارات في الوقت الفعلي، مما يعود بالفائدة على ورش السيارات وشركات التأمين وأصحاب السيارات، الذين يمكنهم استعادة سياراتهم في وقت أقل”.
كما يمكن للتواصل والتعاون في الوقت الفعلي، والذي أصبح متاحاً بفضل نظام الإدارة القائم على السحابة، أن يعزز بشكل كبير إمكانية التدقيق والمساءلة حول عمليات الصيانة للسيارات الكهربائية ونظام مساعدة السائق المتقدم في ورش السيارات، مما يوفر مزيداً من الحماية في حالة الحوادث التي تتضمن وقوع إصابات. كما تسمح أنظمة الإدارة الرقمية بالتوثيق الدقيق والمفصل لجميع عمليات الصيانة، حيث تقوم بإنشاء سجل شامل للإصلاحات وتضمن إمكانية تتبع جميع الإجراءات المتخذة خلال هذه العمليات. ونظراً لتزايد أعداد مالكي السيارات الكهربائية والمركبات المزودة بميزات مساعدة السائق المتقدمة، تتزايد أيضاً مخاطر مطالبات الإصابة الناتجة عن حوادث السير لهذه المركبات. ويمكن للوثائق التي ينشئها النظام أن تشكل دليلاً لإثبات إجراءات الصيانة الصحيحة التي تم اتخاذها، مما يحد من مسؤولية ورش السيارات.
وأشار هودجيتش إلى ضرورة تعزيز الاستثمار والتعاون لتحقيق الإمكانات الكاملة للحلول الرقمية، حيث قال: “تُحدث البرمجيات والحلول الرقمية حالياً تحولاً كبيراً في سوق خدمات ما بعد البيع للسيارات. ولكن ما يزال أمامنا طريق طويل للتغلب على التحديات والاستفادة من هذه الأدوات لتحقيق أفضل النتائج”.
وأضاف: “تعمل شركات التكنولوجيا على إنشاء منظومات رقمية لمواجهة التحديات بشكل مباشر، وذلك باستخدام خبراتها في البنية التحتية والاتصال وقابلية التشغيل البيني وإدارة البيانات والأمن وتجربة المستخدم. ومع ذلك، يعتمد التحول الرقمي لسوق خدمات ما بعد البيع للسيارات في المملكة العربية السعودية على مدى إقبال ورش السيارات على اعتماد هذه الحلول التكنولوجية.
ويمكن لورش السيارات أن تمهد الطريق أمام المزيد من الابتكارات الرقمية التي تدفع عجلة التقدم في الحاضر والمستقبل، من خلال التركيز على تحسين تجربة العملاء وتطوير مهارات القوى العاملة والاستثمار في الحلول التكنولوجية والأدوات المتقدمة، بما في ذلك أنظمة التقدير المدعومة بالحاسوب، وتكنولوجيا المسح والطباعة ثلاثية الأبعاد ومنصات الاتصالات الرقمية”.
وضمت قائمة المتحدثين الآخرين في الجلسة الحوارية التي نظمها المنتدى الدولي لقطاع ورش السيارات في المملكة العربية السعودية بعنوان “ابتكارات ورش السيارات – منتجات وعمليات ومعدات جديدة توفر الكفاءة التشغيلية للجميع” كلاً من مبارك السبيعي، المدير العام في مجموعة مراكب؛ ومايكل لوبريت، المدير الإداري لشركة 4 بلاستيك ريبيرز الأمريكية؛ وستيفن لويس، مدير أعمال العلامات التجارية الفاخرة في شركة أكسالتا.