حلقة نقاشية عن الصالونات النسائية تطالب بدعمها من قبل المؤسسات الثقافية والتعريف بها إعلاميا
نظّم كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالشراكة مع النادي الأدبي بالرياض يوم الأربعاء 14 جمادا الآخر الموافق 23 مارس بمقر النادي بحي الملز حلقة نقاشية بعنوان “الصالونات الثقافية النسائية” بحضور بعض المثقفين والأدباء يتقدمهم: الدكتور محمد الربيّع والدكتور سلطان القحطاني والدكتور إبراهيم الشتوي.
وقد شارك في الحلقة كل من: الدكتوره وفاء بنت إبراهيم السبيّل أستاذ الأدب المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والدكتوره فاطمة بنت راشد العلياني أستاذ الأدب المساعد بجامعة البريمي- بسلطنة عمان وصاحبة صالون فاطمة العلياني الأدبي بالبريمي، والدكتوره زكية السايح، وأدارتها الدكتوره هيفاء بنت راشد الحمدان أستاذ الأدب والنقد المساعد بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
تحدثت في المسهل الدكتورة فاطمة العلياني عن أهمية الموضوع وأسباب البحث، وأشارت إلى أن هذا المشروع يأتي تأكيداً على دور المرأة العربية في نشر الحراك الثقافي وإبراز صوتها وعقليتها الثقافية رغم التحديات التي تعتري دربها وتمتحن قدراتها وأوضحت بأن اختصاص المشروع يتضمن الحرص على توثيق الصالونات الأدبية بدءاً بالمملكة العربية السعودية والانطلاق نحو الصالونات الخليجية فالعربية وإبراز دورها في دعم الحراك الثقافي والتلاقح الفكري عبر مناشطها المختلفة وقيمة هذه الصالونات داخل بلد المنشأ وخارجه مع إبراز شخصية مؤسسته.
بعد ذلك تحدثت الدكتورة زكية السائح عن تعريف الصالونات الأدبية الفرنسية وأنها تعد ابتكاراً تاريخياً وعلامة مضيئة منيرة على امتداد ثلاثة قرون والصالونات اختراع نسائي بامتياز وشبه مملكات أدبية وسط باريس، وأن أشهر الصالونات كانت تنشطها وتشرف عليها في القرنين: 17و18 نساء لامعات، وفي الختام ذكرت بأن أقدم صالون أدبي عربي يرجع إلى القرن الأول للهجرة سمي باسم صاحبته عمرة ذات الرأي الحكيم والذوق السليم.
بعدها تحدثت الدكتورة وفاء السبيّل عن الصالونات الثقافية النسائية بالمملكة العربية السعودية وسعت ورقتها إلى رصد تاريخ الصالونات الثقافية النسائية بالمملكة، وأشارت إلى أن أول صالون الشاعرة سارة الخثلان (الأربعائيات) بالدمام الذي أنشئ عام 1412هـ، ثم صالون صفية بن زقر بجدة عام 1413هـ، ويتكون من 8 لقاءات سنوية في كل يوم أحد من الشهر الميلادي، وتحول عام 1420هـ إلى دارة صفية، وهناك صالون رواق مكة أسسته د.هانم حامد ياركندي عام 1424هـ ويضم 11سيدة، ثم صالون سارة الخزيّم بالخرج 1434هـ. وبينت السبيّل بأن التوزيع الجغرافي للصالونات الأدبية النسائية بالمملكة يؤكد نهوض المرأة لمسؤوليتها الثقافية والأدبية في معظم مناطق المملكة ومواكبتها للنهضة المعرفية.
وأوضحت الدكتورة وفاء الدور المهم الذي تنهض به الصالونات الثقافية النسائية والعوائق التي تواجهها، وطالبت بمساندة المؤسسات الثقافية الرسمية لها ودعم المرأة في الشأن الثقافي وتكريس الحوار وتلاقح الأفكار وأيضاَ الاحتفاء بالرموز النسائية الثقافية والفكرية .
وأشارت إلى أنه يمكن تحديد عدد الصالونات الثقافية وتوزيعها على النحو التالي: ثلاثة بالرياض وستة بالغربية وخمسة بالشرقية وواحد بالشمالية واثنان بالجنوب.
واختتمت حديثها بالتوصيات، ومنها: تذليل العقبات التي تواجه الصالونات النسائية وضرورة التفاف الإعلام الثقافي إليها ودعمها عن طريق التعريف بها وبأنشطتها وضرورة الاستفادة من الإعلام الجديد للتعرف بالصالونات وأنشطتها وبالإمكان عقد لقاء سنوي يجمع القائمات على الصالونات الثقافية.
بعد ذلك بدأت المداخلات من الحضور.